دراسة إقتصادية لإمكانية إستخدام مياه البحرالمحلاة في الزراعة المصرية

*****

مقدمة

يعتبر الماء من أهم الموارد الطبيعية إذ لا حياة بدونه وهو عنصر أساسي في عمليات التنمية بمختلف صورها ، وتزداد أهمية الماء في مصر نتيجة للثبات النسبي في مواردها منه وللزيادة المستمرة فى عدد السكان الأمر الذي أدى إلى دخول مصر في مجموعة الدول الفقيرة مائيا والتي ينخفض نصيب الفرد ..... السنوي فيها من المياه عن حد الفقر المائي وهو 1000 متر مكعب .

ولتوفير المياه تلبية للإحتياجات المتزايدة منه ، إتجهت كثير من الدول إلى تحلية مياه البحر حتى أصبحت صناعة التحلية من أهم الصناعات حالياً . ويقصد بتحلية المياه تحويلها من مياه مالحة الى مياه خاليه تقريبا من الأملاح صالحة للإستخدام البشرى أوالزراعى أو غيره من الإستخدامات ، وتمثل المياه المالحة في البحار والمحيطات حوالي 97% من المياه في العالم أما المياه العذبة متمثلة بالجليد والأنهار والبحيرات والمياه الجوفية وغيرها فتمثل حوالي 3% فقط .

وتعد تحلية مياه البحر خيارا استراتيجيا لتوفير المياه الصالحة لري المحاصيل الزراعية خاصة المحاصيل الغذائية وذلك في ظل تزايد الطلب على الغذاء والمنتجات الزراعية الأخرى وإن المياه المتاحة حاليا تكفى فقط لزراعة حوالي 3.7% من الأراضي المصرية وفقا لبيانات عام 2011 وذلك في ظل الرى بوسائل الري التقليدية المستخدمة حاليا .

ويؤدي وقوع مصر بجانب كل من البحر المتوسط والأحمر كمصدر لمياه البحر اللازمة لإنتاج المياه المحلاة ، إضافة إلى تمتع مصر بكل من الشمس الساطعة ، والرمال الكثيرة والمتنوعة فى صحاريها كمكون أساسى في إنتاج الخلايا الشمسية كمصدر لإنتاج الكهرباء بإستخدام الطاقة الشمسية

ويعتبر توافر إمكانيات إنتاج الطاقة الشمسية وهى الطاقة النظيفة والاّمنة عند مقارنتها بالطاقة الكهربية الناتجة من كل من الوقود الأحفورى (البترول) والوقود النووي وهي مكون رئيسي من مكونات التكاليف اللازمة لإنتاج المياه المحلاة ، مع توافر الايدي العاملة الرخيصة كأحد عناصر الإنتاج الهامة فى محطات التحلية، إضافة إلى إحتمال تناقص نصيب مصر من مياه نهر النيل لأى سبب كان، إلى ضرورة إهتمام الدولة بتحلية مياه البحر وإعتباره في قائمة المشاريع القومية .

الملخص :

يوجد عدة طرق لتحلية مياه البحر أفضلها طريقة التناضح العكسي لإنخفاض متطلباتها من الطاقة وإنخفاض تكاليفها بنسبة أكبر سنة بعد أخرى عن نظيراتها في الطرق الأخرى . ويفضل إستخدام آبار ساحلية لتوفير مياه بحر تقل فيها الشوائب وتقلل الحاجة إلى المعالجات الأولية المكلفة .

وكلما زادت الطاقة التصميمية للمحطة والتقدم التكنولوجي كلما إنخفضت تكلفة وحدة المياه المحلاة . وتزيد فى مصر تكلفة المتر المكعب من مياه البحر المحلاة عن مثيلتها فى أقل دول العالم تكلفة حيث بلغت في عام 2012 حوالي 2.5 جنيه فى مصر ، 1.91 جنيه فى العالم .

وعند دراسة تطور تكلفة تحلية المتر المكعب من مياه البحر في كل من مصر والعالم بإستخدام تحليل الإنحدار تبين أن معدل النقص السنوي فى تكلفة المتر المكعب من مياه البحر المحلاة معنوي إحصائيا عند 1% في كل من مصر والعالم وبلغ حوالي 0.12 ، 0.15جنيه على الترتيب .

وتتشابه تكاليف تحلية المياه بغرض الشرب مع مثيلتها بغرض الزراعة بإستثناء بعض العناصر والتي لا يوجد حاجة لها كعنصر من عناصر التكاليف في حالة التحلية لغرض الزراعة . وقد تبين أن الطاقة مثلت العنصر الأكثر تأثيرا سواء في مصر أو في العالم حيث مثلت حوالي 26.96 ، 24.29% من إجمالي التكاليف الإنتاجية على الترتيب.

وبالنسبة لتكلفة تحلية المياه لغرض الزراعة فقد تم خصم مصروفات البيع والتوزيع وفوائد القروض من إجمالي تكاليف التحلية في كل من مصر والعالم لتبلغ تكلفة التحلية لغرض الزراعة في كل منهما حوالي 74.14 ، 96.5% من إجمالي تكاليف التحلية على الترتيب .

وقد تم التوصل إلى أن المحاصيل التي يمكن زراعتها على مياه البحر المحلاة هي البصل والبرسيم والقمح والفول السوداني من المحاصيل الحقلية والتفاح والعنب والبلح من الفاكهة ويحقق فدان البصل صافي دخل حوالي 4.81 ألف جنيه بالتكلفة المحلية ، 4.84 ألف جنيه بالتكلفة العالمية لمياه الري ، البرسيم 3.48 ، 3.52 ألف جنيه ، القمح 3.36 ،3.40 ألف جنيه ، الطماطم 8.46 ،8.50 ألف جنيه ، الفول السوداني 2.89 ، 2.92 ألف جنيه ، التفاح 5.27 ، 5.33 ألف جنيه ، العنب 9.28 ، 9.34 ألف جنيه ، وأخيرا نخيل البلح والذي يحقق صافي دخل حوالي 4.97 ألف جنيه بالتكلفة المحلية ، 5.02 ألف جنيه بالتكلفة العالمية لمياه الري .

وتقدم تقنية النانو اغشية تحلية تتميز عن الأغشية العادية بإستخلاصها كمية أكبر من المياه العزبة من قدر معين من المياه المالحة حوالي 50 – 70% مقارنة بالطرق التقليدية والتي تبلغ حوالي 25% ، بالإضافة إلى توفيرها كمية كبيرة من الطاقة تبلغ حوالي 70% .

التوصيات :

1- تخفيض تكاليف التحلية والتي تعتبر المشكلة الرئيسية لتحلية مياه البحر وذلك بإستخدام طريقة التناضح العكسي Reverse Osmosis في التحلية لأنها تتسم بإنخفاض متطلباتها من الطاقة كما أن تكلفة الوحدة المحلاة بها تنخفض بنسبة أكبر سنة بعد أخرى عن نظيراتها في طرق التحلية الأخرى .

وكذا إستخدام آبار ساحلية لتوفير مياه بحر تقل فيها الشوائب ومن ثم الحاجة إلى المعالجات الأولية المكلفة . بالإضافة إلى زيادة الطاقة التصميمية لمحطة التحلية للإستفادة من إقتصاديات السعة ، وتشجيع البحث العلمي في مجال تقنيات التحلية لإنتاج أفضل معدات ومتطلبات التحلية بأرخص الأسعار .

2- دعم الدولة إنشاء محطات التحلية سواء بالقيام بها أو منح القطاع الخاص تسهيلات تمويلية مشجعة للإستثمار فى هذا المجال .

3- زراعة المحاصيل التي تحقق صافي دخل مناسب مشجع للإستثمار فيها عند ريها بالمياه المحلاة وهى البصل والبرسيم والقمح والطماطم كمحاصيل شتوية ، والفول السوداني والطماطم كمحاصيل صيفية ، والتفاح والعنب ونخيل البلح كمحاصيل فاكهة .

4- تشجيع البحث العلمي في مجال تحلية مياه البحر بإستخدام النانو تكنولوجي خاصة بعد ما أثبتت التجارب إرتفاع الإنتاجية بحوالي 21% وإنخفاض التكلفة الرأسمالية إلى حوالي 40% عند تطبيق هذه التقنية على المعالجة الأولية لمياه البحر .

_________________

تم بحمد الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إقتصاديات