أثر زيادة الإنتاج على متوسط الدخل الفردي في بعض الدول

*****

     يعد الإنتاج سواء من السلع أو من الخدمات في المشروعات العامة أو المشروعات الخاصة هو الهدف الأسمى الذي تسعى الدول إلي زيادته لأقصى قدر ممكن للنهوض بإقتصاداتها ، فكما هو ملاحظ أن الدول صاحبة الإنتاج الكبير أي ناتجها المحلي الإجمالي وهو المؤشر الإقتصادي الأبرز للدلالة على المستوى الإقتصادي للدولة مرتفع هي دول قوية أومتقدمة إقتصاديا . كما أنه على المستوى الفردي أو في القطاع الخاص الوضع لا يختلف كثيرا ، فكلما زاد ...
الإنتاج في أغلب الأحوال كلما زادت الأرباح أو المستوى الإقتصادي للمشروع.
     وينعكس مقدار ماتنتجه دولة ما سواء كان هذا الإنتاج حكومي ( قطاع عام ) أو كان هذا الإنتاج فردي ( قطاع خاص ) على الإنتاج الكلي للدولة ومن ثم على متوسط نصيب الفرد في هذه الدولة من هذا الإنتاج ، فكلما زاد إنتاج دولة ما بنسبة أكبر من نسبة الزيادة في عدد السكان كلما زاد متوسط نصيب الفرد من هذا الإنتاج ، مما يعني زيادة متوسط الدخل الفردي الحقيقي في هذه الدولة وهو المؤشر الإقتصادي الأهم للدلالة على مستوى المعيشة ومن ثم زيادة مستوى معيشة أفراد هذه الدولة مع ثبات العوامل الأخرى بطبيعة الحال.

ويمكن توضيح ماسبق من خلال إستعراض الجدول التالي والذي يحتوي على بيانات نوعين من الدول هما:

الدول الأكثر نموا في الناتج المحلي الإجمالي

     وهي الدول وفيرة الإنتاج أو التي ينمو أنتاجها بمعدل مرتفع، الامر الذي يؤدي الى زيادة الناتج المحلي الإجمالي لهذه بمعدل متزايد، وقد تم إختيار كل من تركيا والصين ، حيث يلاحظ أن الناتج المحلي الإجمالي في كل منهما يتزايد بمعدل مرتفع عند مقارنته بنظيره في الكثير من الدول الأخرى ، وينعكس ذلك على متوسط نصيب الفرد منه في هذه الدول.

ويلاحظ من الجدول التالي أنه بالنسبة إلى تركيا فقد زاد الناتج المحلي الإجمالي من 303 مليار دولار عام 2003 إلى حوالي 822 مليار دولار عام 2013 بزيادة بلغت حوالي 271% عن الناتج المحلي الإجمالي عام 2003 ، وقد نتج عن هذه الزيادة الكبيرة في الناتج المحلي الإجمالي زيادة في متوسط نصيب الفرد منه والتي زادت من حوالي 4.6 ألف دولار عام 2003 إلى حوالي 10.8 ألف دولار عام 2013 بزيادة بلغت حوالي 235% عن عام 2003.

أما بالنسبة للصين فقد زاد الناتج المحلي الإجمالي من حوالي 1641 مليار دولار عام 2003 إلى حوالي 9240 مليار دولار عام 2013 بزيادة بلغت حوالي 563% عما كان في عام 2003 ، وقد إنعكست هذه الزيادة على الزيادة في متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي والذي زاد من حوالي 1.3 ألف دولار عام 2003 إلى حوالي 6.8 ألف دولار عام 2013 بزيادة بلغت حوالي 523% عن عام 2003.


الدول الأقل نموا في الناتج المحلي الإجمالي

وهي الدول ضعيفة الإنتاج أو التي ينمو إنتاجها بمعدل ضعيف أو متواضع وينعكس ذلك على إنخفاض في معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي لهذه الدول ، ومن هذه الدول تم إختيار كل من أسبانيا واليونان، إذ يلاحظ أن الناتج المحلي الإجمالي في كل منهما يتأرجح بين الزيادة والنقصان وينعكس ذلك على متوسط نصيب الفرد منه.

وقد لوحظ كما في الجدول التالي أنه بالنسبة إلى أسبانيا فقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي حوالي 907 مليار دولار عام 2003 ثم تأرجح بي الزيادة والنقصان إلى أن بلغ حوالي 1393 مليار دولار عام 2013 بزيادة بلغت فقط حوالي 154% عن نظيره عام 2003 ، وقد نتج عن هذه الزيادة المنخفضة في الناتج المحلي الإجمالي زيادة منخفضة أيضا في متوسط نصيب الفرد منه والتي زادت من حوالي 21.5 ألف دولار عام 2003 إلى حوالي 30.0 ألف دولار عام 2013 بزيادة بلغت حوالي 140% عن عام 2003.

أما بالنسبة لليونان فقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي حوالي 202 مليار دولار عام 2003 ثم تأرجح بين الزيادة والنقصان إلى أن بلغ حوالي 242 مليار دولار عام 2013 بزيادة بلغت حوالي 120% عما كان في عام 2003 ، وقد إنعكست هذه الزيادة المنخفضة في الناتج المحلي الإجمالي على الزيادة في متوسط نصيب الفرد منه والذي زاد فقط من حوالي 18.3 ألف دولار عام 2003 إلى حوالي 22 ألف دولار عام 2013 بزيادة بلغت حوالي 120% عن عام 2003.

___________________

ودمتم في رعاية الله

إقتصاديات