إقتصاديات الأعمال

*****

الحمد للة رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وحبيب الحق وعلى اّله وصحبه أجمعين

◙ ◙ ◙ ◙ ◙

    يعد التعرف على إقتصاديات الأعمال(Business Economics) التي يكون الهدف من أخذها بعين الإعتبار هو تحقيق أقصى ربح ممكن من هذه الأعمال، من الأمور الهامة جدا، وذلك لأنها تنير الطريق أمام الإدارة المسئولة عنها في الوقوف على أهمية العمل او المشروع وتقدير كل من تكاليفه وإيراداته ومن ثم حساب مقدار أرباحه/خسائره. ويعتبر علم الإقتصاد Economy والذي تمثل إقتصاديات الأعمال أو المشروعات أحد مكوناته من العلوم الهامة سواء على مستوى الدولة أو على مستوى الفرد.


اولا: إقتصاديات الأعمال على مستوى الدولة

    فعلى مستوى الدولة فإن الدول تستخدم العديد من أدوات علم الإقتصاد خاصة أدوات علم الإقتصاد الكلي، في تحقيق أهدافها الإقتصادية من أعمالها أو مشروعاتها المختلفة، فعلى سبيل المثال تستخدم الاّتي:

1- سعر الفائدة:

  وسعر الفائدة Interest rate من الأدوات الهامة في علم الإقتصاد الكلي، حيث يؤدي رفعه أو خفضه الى المساعدة في تحديد مقدار السيولة الموجودة مع الأفراد والمتاحة للإستهلاك وذلك للتأثير على التضخم Inflation ، كما تستخدم نفس الأداة (سعر الفائدة) مع بعض الأدوات الأخرى للتحكم في حجم الإستثمارInvestment.

2- الضرائب:

  ومن الأدوات أيضا الضرائب Taxes ، وهي من المصادر الهامة لإيرادات الدولة وتستخدم للتأثير على الإستثمار، وعلى الموازنة العامة للدولة.

3- الناتج المحلي الإجمالي:

  كما تستخدم الدولة أيضا الناتج المحلي الإجمالي (GDP) كواحد من أهم الأدوات لمعرفة المستوى الإقتصادي لها، وأيضا لقياس معدل النمو الإقتصادي Economic growth rate لهذه الدولة ... وهكذا.
    ومما هو جدير بالذكر ان علم الإقتصاد الإسلامي ودوره الكبير الذي ينفرد به في النهوض بإقتصاديات أي دولة إذا ما قامت بإستخدام أدواته وتطبيقها بصورة صحيحة ، ولا أدل على ذلك من التطور الحادث في إستخدام الصكوك الإسلامية  حتى في الدول غير الإسلامية.


ثانيا: إقتصاديات الأعمال على المستوى الفردي

أما على المستوى الفردي فإن الإنسان الرشيد، يستخدم العديد من أدوات علم الإقتصاد الموجودة في فروعه المختلفة، لتحقيق أقصى ربح ممكن من أعماله أو مشروعاته الإقتصادية ومن أمثلة ذلك:

1- دراسة الجدوى الإقتصادية:

  فعندما يريد احد الأفراد أو الشركات الخاصة بالإستثمار في أحد الأعمال او المشروعات، فإنه يقوم بالتخطيط والإعداد له ودراسة إقتصادياته، وذلك بعمل مجموعة من الدراسات اهمها دراسة الجدوى الإقتصادية Feasibility study.

2- إدارة الأعمال:

  يعتمد نجاح او فشل احد الأعمال أو المشروعات بشكل كبير على إدارته، وان لعلم الإقتصاد دور كبير في كيفية إدارة المشروع بشكل علمي، مستعينا في ذلك بأحد فروعه وهو علم إدارة الأعمال.

3- الإقتصاد القياسي:

  فإذا كنت صاحب أو مسئول عن احد الأعمال أو المشروعات، وأنك غير متخصص في علم الإقتصاد، قد تقف حائرا أمام أحد الأشياء الهامة في مشروعك ( المتغير التابع Dependent variable في الإقتصاد ) من وجهة نظرك،

    وتريد معرفة أي الأشياء الأخري ( المتغير المستقل Independent variable في الإقتصاد ) التي تؤثر عليه ، كما أنك تريد معرفة أي منها أكثر تأثيرا ، وما مقدار تأثير كل منها ؟ ، فيأتيك من هو متخصص في الإقتصاد مستخدما بعض أدواته أو معارفه والتي منها علم الإقتصاد القياسي Economitric فيجيبك على كل تساؤلاتك.

4- الإقتصاد الجزئي:

  إضافة إلى ما سبق، قد تنتابك الحيرة أيضا، وتريد معرفة هل النشاط الذي تقوم بإدارته يعمل بكفاءة أم لا، وعند أي مستوى من الكفاءة يعمل.

    وهنا يأتي دور علم الإقتصاد الجزئي Microeconomics والذي يمثل أحد الأفرع الهامة لعلم الإقتصاد، في الإجابة على الكثير من مثل هذه التساؤلات، والتي منها على سبيل المثال تقدير الكفاءة الإقتصادية Economic efficiency للمشروع أو النشاط الإستثماري.

    كما تعتمد الكثير من البحوث والدراسات الإقتصادية على الأدوات المتعددة لعلم الإقتصاد وفروعه المختلفة في دراسة إقتصاديات الأعمال المختلفة في تحقيق أهدافها.


ثالثا: تقدير إقتصاديات الأعمال

    لا يقتصر التعرف على إقتصاديات احد الأعمال على ماسبق ذكره، بل يتعدى ذلك إلى ما سيتم ذكره لاحقا بعد التعرف على أنواعها ، حيث تتعدد الأعمال أو المشروعات الإنتاجية أو الخدمية التي يقوم بهاالأفراد أو الجماعات أو حتى الحكومات فمنها ماهو زراعي ومنها الصناعي ومنها التجاري ومنها ماهو خدمي.

وحتى يمكن تحقيق الهدف من أي منها يجب تقدير إقتصاديات هذه االأعمال أي تقدير كلا من التكاليف Costs التي يتم إنفاقها فيها والمنافع Benefits أو الأرباح Profits المتحصل عليها منها ، فإذا كانت المنافع أو الأرباح أكبر من التكاليف فإن النشاط او المشروع يكون مقبول من الناحية الإقتصادية.


1- اهمية تقدير إقتصاديات الأعمال

    ولا يقتصر دور تقدير إقتصاديات الأعمال على معرفة التكاليف والمنافع لها، بل يتعدى ذلك إلى تقدير الكفاءة الإقتصادية لهذه الأعمال، أي نسبة المخرجات (outputs) أو المنافع إلى المدخلات (inputs) أو التكاليف،

    وذلك للإجابة على التساؤل الهام والذي يفرض نفسه في هذه الحالة، والمتمثل في هل المشروع او النشاط المستهدف دراسته يتسم بالكفاءة الإقتصادية ؟ فإذا كانت الإجابة بنعم فإن دور الإقتصاديات يمكنها من القيام بما هو أكبر، وهو حساب الكفاءة الإقتصادية نفسها للمشروع او النشاط موضع الدراسة أو البحث.


2- الكفاءة الإقتصادية للأعمال

    وتعني الكفاءة الإقتصادية والتي هي محور دراسة إقتصاديات الاعمال وغايتها تحقيق أكبر قدر ممكن من المنافع أو الأرباح ( تعظيم الأرباحprofits maximization) بإستخدام قدر معين من التكاليف.

    كما تعني أيضا تحقيق نفس القدر من المنافع أو الأرباح بإستخدام أقل قدر ممكن من التكاليف (تدنية التكاليفcosts minimization) . وتتنوع إقتصاديات الاعمال فهناك إقتصاديات الإنتاج، إقتصاديات الإستهلاك، إقتصاديات المياه، إقتصاديات الأعمال، وإقتصاديات الأراضي ...إلخ.

___________________

ودمتم في رعاية الله

31

هناك تعليق واحد:

إقتصاديات