أثر السياسة السعرية على إنتاج محصولي القمح والذره الشامية بإستخدام نموذج التوازن الجزئي

*****

مقدمة

تلعب السياسة الزراعية دورًا هامًا فى تحقيق الرخاء الإقتصادي للسكان الزراعيين بصفة خاصة ولكل السكان بصفة عامة ، حيث تمثل الركيزة الأساسية التي يستند عليها القطاع الزراعي في تحقيق أهدافه . وتتمثل السياسات الزراعية في مجموعة متكاملة من الإجراءات والتشريعات التي تتخذها السلطات العامة في الدولة بغية تحقيق أهداف محددة تتضمنها ..... الخطط التنموية الزراعية .

وهذه الأهداف غالبًا ما ترمي إلى تشجيع زيادة الإنتاج لتحقيق الأمن الغذائي وزيادة العائد من الصادرات وتكثيف الجهود لتضييق الهوة بين الطلب على الغذاء وإنتاجه. وهذه الأهداف تتطلب من الدولة أيضًا مساعدة المزارعين للتغلب على جملة المعوقات كما تتطلب من الدولة أيضا الموازنة بين مجموعة من الأهداف المختلفة .

وتعتبر السياسة السعرية الزراعية أحد أهم أدوات السياسة الزراعية وذلك لقدرتها على توجيه المزارعين نحو إنتاج أو العزوف عن إنتاج محصول معين . وتعرف السياسة التسعيرية بأنها مجموعة الإجراءات التي يتم من خلالها التأثير على الأسعار مثل الدعم وفرض الضرائب وأسعار الضمان وغيرها من أهم أدوات السياسة السعرية الزراعية .

وتعد السياسات السعرية للمحاصيل الحقلية بصفة عامة ومحصولي القمح والذرة الشامية بإعتبارهما أهم المحاصيل الشتوية والصيفية على التوالى أحد الأدوات الهامة لإحداث التأثيرات المناسبة واللازمة لزيادة الإنتاج الزراعي وذلك لعلاقتها المباشرة بتوجيه كل من الإنتاج والاستهلاك في الإتجاه الذي يرغبه المجتمع.

الملخص

تعتبر السياسة السعرية الزراعية أحد أهم أدوات السياسة الزراعية وذلك لقدرتها على توجيه المزارعين نحو إنتاج أو العزوف عن إنتاج محصول معين . وتعد السياسات السعرية الزراعية المرتبطة بالمحاصيل خاصة محصولي القمح والذي يعد أهم المحاصيل الشتوية والذرة الشامية كأهم المحاصيل الصيفية أحد الأدوات الهامة لإحداث التأثيرات المناسبة لزيادة الإنتاج الزراعي .

وتمثلت المشكلة البحثية فيما لوحظ من إنخفاض الأسعار المحلية عن نظيرتها العالمية لمحصولي القمح والذرة الشامية بالرغم من إرتفاع الواردات من المحصولين وما يترتب على ذلك من اّثار ضاره على المزارع المصري الذي يعاني أصلاً من عدة مشاكل إنتاجية وتسويقية لمحاصيلة.

ويهدف البحث إلى دراسة وتحليل الإنتاج والأسعار المحلية ومقارنتها بالأسعار العالمية لكل من محصولي القمح والذرة الشامية وتقدير أثر تغير الأسعار لكل من المحصولين على الإنتاج.

وتنتج مصر من محصولي القمح والذرة الشامية ما يزيد عن نصف إحتياجاتها بقليل ، حيث بلغ متوسط نسبة الإكتفاء الذاتي لمحصولي القمح والذرة الشامية خلال فترة الدراسة ( 2000- 2011 ) حوالي 59,20 ، 58,47% على الترتيب ، وما يترتب عليه من أعباء تتحملها الدولة فى توفير العملات الصعبة لإستيراد باقي الإحتياجات منهما .

وللتعرف على السياسة السعرية الراهنة في إنتاج محصولي القمح والذرة الشامية تم إستعراض كل من الأسعار المحلية والعالمية ( سعر الحدود ) للمحصولين مع تقدير بعض مؤشرات نموذج التوازن الجزئي وهي معامل الحماية الإسمي الذي يقيس إنحراف الأسعار المزرعية عن سعر الحدود .

وبحساب معامل الحماية الإسمي للإنتاج من محصولي القمح والذرة الشامية تبين أنه بلغ حوالي 84,05 ، 81,90% كمتوسط خلال فترة الدراسة مما يدل على أن الدولة تحمل منتجي المحصولين ضرائب ضمنية بلغت حوالي 15,95 ، 18,10% من السعر العالمي للطن على الترتيب . ويحقق المنتج فائض عندما يزيد سعر الوحدة من السلعة التي ينتجها عن السعر العالمي . وقد بلغ متوسط خسارة المنتجين لمحصولي القمح والذرة الشامية حوالي 1,5، 1,7 مليار مليون جنيه على الترتيب .

ووفقا للنظرية الإقتصادية فإن سعر الوحدة من الناتج هي أهم العوامل المؤثرة على الكمية المنتجة من هذا الناتج ، لذا كان لزامًا على الدولة رفع سعري المحصولين ليتساوى مع السعر العالمي لكل منهما على الأقل وأنه من الأفضل دعم أسعار هذين المحصولين . وبإستخدام نموذج التوازن الجزئي تم تقدير دالة العرض لكل من محصولي القمح والذرة الشامية وذلك للتعرف على أثر التغير في سعر الوحدة للمحصولين على الكمية المنتجة من كليهما .

ويتبين من دالة العرض لمحصول القمح أن زيادة قدرها جنيه واحد في سعر الطن يؤدي إلى زيادة قدرها 1546,53 طن من القمح . كما يتبين من دالة العرض لمحصول الذرة الشامية أن زيادة قدرها جنيه واحد في سعر الطن يؤدي إلى زيادة قدرها 902,92 طن من الذرة الشامية . وعلى ذلك فإن زيادة سعر الوحدة من الكمية المنتجة لمحصولي القمح والذرة الشامية يؤدي إلى زيادة الإنتاج من كل من المحصولين .

التوصيات

1- تذليل كافة المعوقات التى تحول دون تحقيق المزارعين لأكبر إنتاج ممكن خاصة مزارعي القمح والذرة الشامية بإعتبارهما أهم المحاصيل الشتوية والصيفية على الترتيب.

2- عدم تحميل منتجي محصولي القمح والذرة الشامية لضرائب ضمنية على إنتاجهم متمثلاً في إنخفاض السعر المزرعي المحلي للوحدة من الناتج عن نظيرتها العالمية ، وذلك برفع السعر المزرعي تدريجيا إلى أن يتساوى مع نظيره العالمي حيث يؤدي ذلك إلى زيادة الإنتاج من المحصولين .

_________________

تم بحمد الله